2025-09-23 04:25:28
أثارت المشاهد الفوضوية التي رافقت نهائي كوبا أميركا 2024 تساؤلات جدية حول جاهزية أميركا الشمالية لاستضافة كأس العالم 2026. الحادثة الأبرز كانت في ملعب “هارد روك” بميامي، حيث تأخر انطلاق المباراة النهائية 82 دقيقة بسبب صعوبات في تأمين دخول المشجعين، مما كشف عن ثغرات أمنية خطيرة في التنظيم.
واجه المنظمون تحدياً كبيراً مع تدفق آلاف المشجعين من غير حاملي التذاكر الذين حاولوا اقتحام الملعب، مما أدى إلى إبقاء البوابات مغلقة لمدة ثلاث ساعات. المشاهد المروعة لمشجعين عالقين في الزحام تحت حرارة الشمس، والذين احتاج بعضهم إلى رعاية طبية، أثارت تساؤلات عن قدرة النظام الأمني على التعامل مع الحشود الكبيرة.
هذه الأحداث تكتسب أهمية خاصة نظراً لأن ملعب “هارد روك” سيستضيف 7 مباريات في كأس العالم 2026. الخبير الأمني أليكسي لالاس وصف الحادثة بأنها “ليست مظهراً لائقاً” للولايات المتحدة، خاصة قبل أقل من عامين من استضافتها لأكبر حدث كروي عالمي.
المشكلة لم تكن confined to ميامي فقط، ففي شارلوت، شهدت المباراة نصف النهائية بين كولومبيا والأوروغواي مشاجرات عنيفة بين اللاعبين والمشجعين، مما كشف عن عدم استعداد أمن الملاعب الأمريكية للتعامل مع ثقافة كرة القدم الجنوب أميريكية المختلفة جذرياً عن جمهور دوري كرة القدم الأمريكية الأقل صخباً.
التحدي الأكبر يتمثل في أن جميع ملاعب كأس العالم 2026 هي ملاعب مصممة أساساً لدوري كرة القدم الأمريكية، مما يفرض تحديات لوجستية وأمنية فريدة. المصادر المقربة من الفيفا أشارت إلى أن المنظمة الدولية تعمل على تعزيز نقاشاتها مع مسؤولي الملاعب حول الخطط الأمنية، مع التركيز على إنشاء نقاط تفتيش أولية في محيط بعيد عن الملعب.
جيسي مارش، المدرب الأمريكي لمنتخب كندا، يعتقد أن مشاكل كوبا أميركا ترجع إلى قلة خبرة اتحاد أميركا الجنوبية (كونميبول) في السوق الأمريكية، لكنه يبدو واثقاً من أن الفيفا سيقدم أداءً أفضل في 2026 نظراً لخبرته الواسعة في تنظيم البطولات العالمية.
مع اقتراب موعد كأس العالم، أصبح من الواضح أن السلطات المنظمة تحتاج إلى تطوير استراتيجيات أمنية أكثر فعالية، وبرامج تدريبية متخصصة للتعامل مع ثقافات كرة القدم المختلفة، وخطط طوارئ شاملة لضمان سلامة الجميع في أكبر حدث كروي على مستوى العالم.
