2025-09-22 04:14:09
في مباراة ودية مثيرة للقلق، شارك ستة لاعبين من أصحاب النزعة الهجومية مع منتخب مصر أمام كولومبيا، بواقع ثلاثة أساسيين وثلاثة بدلاء، لكن التجربة لم تكن مقنعة على الإطلاق. فشل المهاجمون الستة تقريباً في تقديم أداء يذكر بخطورة محمد صلاح الغائب بسبب الإصابة، مما أثار تساؤلات كبيرة حول قدرة الفريق على التعامل مع غياب نجمه الأبرز في كأس العالم المقبلة.
سيطرت الرغبة الدفاعية على أداء المنتخب المصري طوال معظم فترات المباراة، حيث بدا اللاعبون أكثر اهتماماً بتشتيت الكرات وارتكاب الأخطاء بدلاً من بناء هجمات منظمة. ورغم تحقيق الهدف الأساسي بتجنب الهزيمة، إلا أن الأداء العام زاد من الحسرة على إصابة صلاح وأظهر فراغاً هجومياً كبيراً في الفريق.
في ظل الجدل المستمر حول موعد عودة هداف ليفربول الذي أصيب في كتفه خلال نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أسبوع، حاول المدير الفني هيكتور كوبر – المعروف بنزعته الدفاعية حتى مع وجود صلاح – تجربة أكثر من خيار لقيادة الخط الهجومي. لجأ كوبر إلى أكثر من طريقة لعب خلال الشوطين، في محاولة واضحة لإيجاد حلول بديلة لغياب النجم المصري.
اعتمد كوبر في البداية على رأس حربة صريح هو مروان محسن، وأدخل رمضان صبحي ومحمود حسن (تريزيغيه) التشكيلة الأساسية، في خطوة تبدو استعداداً لسيناريو غياب صلاح عن بداية مشوار كأس العالم. وفي الشوط الثاني، شارك محمود عبد المنعم (كهربا) كمهاجم وهمي، كما حاول كوبر استغلال التغييرات المتاحة بدفع الثنائي عمرو وردة ومحمود عبد الرازق (شيكابالا) لتغيير الشكل الهجومي.
لكن النتائج جاءت مخيبة للآمال إلى حد كبير، حيث لم ينجح أي من الخيارات الستة تقريباً في تقديم أداء مقنع. المحاولات الهجومية كانت محدودة، حيث كاد رمضان صبحي أن يستغل خطأ دفاعياً ويسجل برأسه، فيما نجح تريزيغيه في صناعة فرصة واضحة أهدرها عبد الله السعيد الذي بدا كأنه يبحث باستمرار عن صلاح على أرض الملعب.
في تعليقه بعد المباراة، قال كوبر للصحفيين: “أعمل على تلافي نتائج غياب صلاح، استجاب عدد من اللاعبين من خلال أدائهم للتفوق على أنفسهم. صلاح بإمكانه إحداث الفارق مع أي فريق يلعب له”. هذه التصريحات تؤكد أن المدرب المصري يدرك حجم المشكلة التي يواجهها، وأن البحث عن حلول بديلة لغياب صلاح سيكون التحدي الأكبر في التحضيرات المتبقية قبل نهائيات كأس العالم.
الخبراء يشيرون إلى أن الأداء الهجومي الضعيف للمنتخب المصري أمام كولومبيا يثير مخاوف حقيقية، خاصة مع عدم وجود ضمانات كاملة حول جاهزية صلاح للمشاركة في المباراة الافتتاحية بكأس العالم. التجربة أظهرت أن المنتخب يعاني من نقص حاد في البدائل القادرة على تعويض غياب النجم المصري الدولي، مما يستدعي إعادة تقييم جذرية للخيارات الهجومية المتاحة خلال الفترة القادمة.
