2025-09-24 05:09:26
شهدت الساحة الرياضية العالمية خلال الفترة الأخيرة تزايداً ملحوظاً في حالات الوفاة المفاجئة بين اللاعبين بسبب أمراض القلب، مما أثار قلقاً واسعاً في الأوساط الطبية والرياضية على حد سواء. وتعددت الحوادث المؤسفة التي أودت بحياة رياضيين في ريعان شبابهم، تاركةً وراءها العديد من التساؤلات حول أسباب هذه الظاهرة المقلقة.
فقد شهدت الملاعب الجزائرية مؤخراً حادثة مؤلمة برحيل اللاعب الشاب سفيان لوكار (22 عاماً) إثر سكتة قلبية مفاجئة أثناء مباراة فريقه “مولدية سعيدة” ضد “جمعية وهران” في الدوري الجزائري الدرجة الثانية. ولم تكن هذه الحادثة سوى حلقة في سلسلة من الوقائع المماثلة، حيث توفي مدافع نادي مسقط العماني مخلد الرقادي الأسبوع الماضي بنوبة قلبية حادة خلال عملية الإحماء قبل المباراة.
واللافت أن هذه الحوادث لا تقتصر على اللاعبين الشباب فقط، فقد اضطر النجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو (32 عاماً) إلى الاعتزال بعد إصابته باضطرابات حادة في ضربات القلب خلال مباراة برشلونة ضد ألافيس الإسباني. كما نذكر أيضاً الحادثة الأليمة لرحيل أدهم السلحدار، نجم الإسماعيلي المصري السابق، إثر أزمة قلبية تعرض لها مباشرة بعد تسجيل هدف الفوز لفريقه.
وتوالت الحوادث في مختلف البطولات العالمية، حيث شهد الدوري الإندونيسي وفاة الحارس توفيق رمزي إثر اصطدام خلال المباراة، بينما مثلت حالة اللاعب الدنماركي كريستيان إريكسن في بطولة أوروبا 2020 نموذجاً لإحدى الحالات التي تم إنقاذها بصعوبة بعد توقف قلبه المفاجئ خلال المباراة.
هذه الحوادث المتكررة تطرح تساؤلات عميقة حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، خاصة أن الضحايا يتمتعون بلياقة بدنية عالية ويخضعون لفحوصات طبية دورية. فهل يعود الأمر إلى الضغوط التدريبية المفرطة؟ أم أن للمكملات الغذائية دور في هذه المشكلة؟ أم أن هناك عوامل أخرى خفية لم يتم اكتشافها بعد؟
تستدعي هذه الأحداث ضرورة إعادة النظر في البروتوكولات الطبية المتبعة في الفحص الدوري للرياضيين، وتعزيز الإجراءات الوقائية في الملاعب، وتكثيف الأبحاث العلمية لفهم أفضل لأسباب هذه الإصابات القلبية المفاجئة بين فئة كان يُظن أنها الأكثر صحة وعافية في المجتمع.
